[ وصف للكون مُصادم لمــا نشأنا عليه ]
الأرض هي مركز هذا الكون كله ثابته لا تتحرك وحولها تدور جميع الافلاك شمس وقمر ونجوم وكواكب (نجوم سياره) وشهب ومذنبات الخ . . .
ابتداءًا فلنتكلم بما يهمنا وهو كتاب الله وسنة رسوله، نحن المسلمون نؤمن بان كتاب الله ما ورد فيه هو الحق لان الذي خلق السماوات والارض لم يكن معه احد اثناء الخلق ليروي لنا.
فالله عز وجل وصف لنا بما لا يدع مجال للشك عن كيفية نشأة الكون وخلقه وايضا كيفية عمله وتدبيره، ويكفينا ان نعرف أهمية التفكير في خلق السماوات والارض، ان الآيات التي قال عنها النبي انها اوحيت اليه ويل لمن قرأهن ولم يتدبرهن، لم تكن ايات عن العقيده او الجهاد او اصول لهذا الدين ولكن كانت ايات تدعوا للتفكر في خلق السماوات والارض (آل عمران)، فوصف لنا الله ما كان من خلق وما سيكون من فناء.
وقبل ان ابدأ احب ان نتعرف علي ان الفاظ اللغه لها مدلولاتها وتصوراتها فاذا قلت لك مثلا فلان مات، ماذا يتبادر للذهن لمعني كلمة مات؟ اي انه سلبت منه الروح سلبها الله منه. ماذا لو قلت لك فلان قُتل؟ يتبادر للذهن ان الله سلب منه الروح لفعل اداة القتل فيه فاختلف المعني من وراء الكلمه (مات - قتل).
فالله عز وجل وصف هذا الكون واوحي إلى نبيه ان يصف هذا الكون بكل جزئياته وتفاصيله، فلما نتتبع كلام الله عز وجل في وصف ما خلقه لنا نجده تعالي يقول الكلام الذي مدلوله لا يحتمل تأويل بل هو وصف لحالة ثابتة.
فالكون عباره عن (بناء)، نعم بناء متكامل كروي الشكل كما وصفه الرسول ان السماء الاولي حجمها بالنسبه للتي تليها كحلقه القيت في فلاه صحراء وكذلك الكون كله 7 سموات و7 اراضين كلهن بالنسبه لكرسي العرش كحلقة القيت في فلاه.
هذا البناء الكروي الشكل لابد له من مركز وقاعده وقرار كاساس المنزل او العماره ذات الطوابق، فقال الله عن وصف الارض انها هي القرار لهذا البناء.
أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا ۗ أَإِلَٰهٌ مَعَ اللَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ [النمل ٦١]
فالارض هي القرار للكون كله لانه كالكره تماما ومعلوم ان الكرة لابد لها من مركز في منتصفها من الداخل ثم قال ربنا عن السماء الدنيا. ولاحظوا مدلول الالفاظ الالاهيه قال الله في سورة الانبياء ﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاء سَقْفاً مَّحْفُوظاً وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ﴾ فاذن ما معني السقف؟ ثم يقول الله ان هذا السقف المرفوع مرفوع علي اعمده غير مرئيه، ثم يتبع ربنا وصفه، والسماء بنيناها بايدي وانا لموسعون، وقال الله والسماء بناءا، إذن السماء سقف مبني فوق الارض مرفوع بغير عمد ترونها.
ثم اتبع ربنا وصف كونه البديع انه مكون من سبع سماوات وسبع اراضين. اتفقنا انّ الارض هي الاساس للبناء وقراره وسقفها السماء الدنيا الاولي، فقال الله انه خلق سبع سموات (طباقا) ومن الارض مثلهن، المثليه في اللغه تعني التطابق. فالارض السابعه مركز البناء اللي هو الكون وسقفها السماء الدنيا وتلك السماء هي ارض لما فوقها مثلها، كالبنايه او طوابق المنزل حيث يكون سقف المنزل ارض للجيران من فوقنا، وهكذا سبع سماوات وسبع اراضي في كون كله كالكره او الحلقه كما وصفه النبي، هذا سريعا لفهم ما هو قادم.
معلوم ان حركة الارض او السماء تعني النهايه لهذا الكون لانه كالبناء اذا اهتز او تحرك اساسه او سقفه خر علينا كما قال الله فاتي الله بنيانهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم.
والادله في القرءان في ضوء الفهم الصحيح لمراد الله، فلم يثبت ربنا في كتابه كاملا وسنة نبيه الصحيحه الثابته حركة للارض او السماء من بعد ما انزلهم لمكان الخدمه والتكليف في سورة فصلت وهي المرحله ما بين الاربعة ايام لخلق الارض وقبل اليومين لخلق السماء حيث قال الله (ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) [فُصلت ١١]
اتينا، جئنا، تحركنا من مكان الخلق لمكان التكليف، مكان الخلق هو الماء الذي تحت العرش مكان التكليف والتسخير والخدمه هو حيث هما اليوم.
ولن يتحركا مرة اخري الا يوم القيامه يوم تسير الجبال سيرا وتمور السماء مورا وتسقط علي الارض كسفا وتتشقق الارض وتتزلزل وتتبدل بغيرها وتخرج اثقالها، حركة الارض تعني النهايه، لانها القاعدة والقرار للبناء.
ثم ناتي لاعظم آيتين خلقهمها الله الشمس والقمر، قال الرسول عنهم انهم ءايتين عظيمتين لا ينكسفان او ينخسفان لموت او حياة احد. فاثبت الله للشمس والقمر والنجوم الحركه الدائمه المستمره بدون انقطاع الي يوم القيامه واعتبر ان يوم توقفهم عن الحركه - علي عكس السماء والارض - تكون النهايه فقال الله انه سخر الشمس والقمر دائبين وقال ان الشمس تجري لمستقر لها وقال انه لا ينبغي للشمس ان تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون وقال ان الشمس تتحرك في دورانها ذات اليمين وذات الشمال في فلكها وقال ان القمر قدره منازل حتي عاد كالعرجون القديم فاثبت الله الحركه للشمس والقمر والنجوم والكواكب السياره، وقال الله وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون سورة الانبياء، وفي حديث النبي عن يوشع بن نون ان يوشع كان في القتال فاشار الي الشمس وقال لها انك مأموره اي بالسباحه في فلكها والجريان وانا مأمور اي بفتح بيت المقدس لبني اسرائيل، فقال اللهم احبس عليا الشمس فحبسها الله ولم تغرب حتي فتح الله عليهم ودخلوا.
إذا اتضحت الرؤيه نتناقش بعدها بالعقل والشواهد ثم بالنظريات العلميه المستحدثه او لنقول الخرافات النظريه.
[ بقلم كريم عيّاد ]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق